المقالات

تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع الرعاية الصحية ودورها في المساهمة في تقليص الأثر البيئي

أغسطس 2022
تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في قطاع الرعاية الصحية ودورها في المساهمة في تقليص الأثر البيئي
تهدف استراتيجية المملكة لتحويل الرعاية الصحية، التي تُعد جزءًا أساسيًا من رؤية المملكة 2030، إلى رفع معايير الخدمات الصحية مع تسهيل الوصول إليها لجميع المواطنين في كافة أنحاء البلاد.

 

ساهمت التقنيات الرقمية المتقدمة في تغيير مفهومنا نحو التواصل بشكل جذري، والذي أثر في كل جانب من جوانب الحياة البشرية. فتطورات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات أدت دورًا غير مسبوق في تغيير طريقة سير العمليات الجوهرية في عالمنا. ومع انتشار تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على مستوى العالم، والتي ساهمت في رفع مستويات الكفاءة والإنتاجية، بتنا نقترب من التحول في قطاع الرعاية الصحية لنشهد ما يسمى بثورةٍ رابعة في الرعاية الصحية.

فمن خلال توظيف تقنيات الواقع الافتراضي وتجميع الخدمات وغيرها من التقنيات الحديثة، مثل تقنية البلوكتشين والذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة، من المتوقع أن تساهم الثورة الصناعية الرابعة في إرساء قطاع صحي ذكي ومتصل يُعزز من الكفاءة ويساهم في التقليل من هدر الوقت والموارد ويضمن الاستدامة.

ومع تزايد عدد السكان في المملكة وحول العالم، أصبح توفير أفضل مستوى من الرعاية الصحية يُشكل تحديًا حقيقًا، إذ تتزايد الحاجة إلى رقمنة قطاع الرعاية الصحية وإيجاد حلول مبتكرة ومتقدمة تقنيًا تلبي احتياجات المرضى بشكل فعال وتمنحهم أعلى مستويات الراحة.

وتهدف استراتيجية المملكة لتحويل الرعاية الصحية، التي تُعد جزءًا أساسيًا من رؤية المملكة 2030، إلى رفع معايير الخدمات الصحية مع تسهيل الوصول إليها لجميع المواطنين في كافة أنحاء البلاد. حيث تسعى إلى تحسين التواصل بين الأطباء والمرضى، وإنشاء نظام رعاية صحية أكثر مركزية يشمل جميع مقدمي الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى تشخيص أفضل للحالات وتقديم رعاية صحية شاملة. وقد بدأ تنفيذ الاستراتيجية برقمنة جميع سجلات المرضى، مما مكن مقدمي الرعاية الصحية والعاملين فيها من الحصول على نظرة شاملة على التاريخ الطبي للمرضى. كما يوفر "الملف الصحي الإلكتروني الموحد" ما بين 1.9 مليار و2.7 مليار ريال سعودي، ويساهم في خلق قطاع صحي أكثر كفاءة، بالإضافة إلى كونه صديق للبيئة.

وقد مكنت السجلات الطبية الموحدة تقديم الرعاية الصحية عن بعد عبر وسائل الاتصال الإلكترونية. فهي طريقة في غاية الأهمية للعديد من فئات المرضى الذين لا يمكنهم الحضور شخصيًا، مثل الأفراد القاطنين في المناطق النائية، والمرضى أصحاب الحالات المزمنة. حيث تساهم المواعيد الافتراضية في تخفيف ازدحام الحالات غير العاجلة في أقسام الطوارئ في كافة مستشفيات البلاد.

 وتسعى مجموعة إبراهيم المانع لأن تكون في طليعة الثورة الرابعة للرعاية الصحية، وذلك عبر توظيف مكانتها كشريك موثوق به وشراكاتها الاستراتيجية مع العلامات التجارية العالمية الرائدة في طرح أحدث تقنيات الرعاية الصحية في المملكة، إذ تعمل المجموعة على تعزيز ما تقدمه من معدات وأجهزة متقدمة للقطاع الصحي.

 

فالمعدات الطبية المتكاملة والمتقدمة التي توفرها المجموعة مثل أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية تساهم في تقليص الأثر البيئي للإجراءات الطبية عبر خفض تعرض العاملين والمرضى إلى الإشعاعات الضارة لفترات طويلة والحد من آثارها السلبية، وتقليل إنتاج النفايات الحيوية الخطرة.

وتُشكل البيانات الضخمة جانباً آخر للثورة الرابعة للرعاية الصحية، حيث تمكّن تقنياتها الأطباء من فحص المرضى وإجراء القياسات الحيوية لهم أثناء تنقلهم أو نقلهم إلى المستشفى في الظروف الطارئة. ومع إظهار الدراسات أن 84٪ من المتخصصين في الرعاية الصحية من فئة الشباب في المملكة العربية السعودية يتخذون مواقفًا إيجابية من استخدام التقنيات الصحية من أجل تحسين تجربة المرضى، فإننا نتطلع لرؤية المزيد من التقنيات التي يجري تنفيذها لتحقيق الريادة للقطاع الصحي في المملكة في مستوى جودة الخدمات المقدمة والتأثير البيئي. 

 

 

العودة إلى صفحة الأخبار